مع استمرار التهديدات الروسية بإيقاف آلية تدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا، عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا،. وذلك في إطار استخدام موسكو لملف المساعدات كورقة ضغط،. بدأت تثار المخاوف حول احتمالية سعي موسكو لوقف المساعدات مع نهاية العام الجارية وانتهاء مدة التفويض.
تحذير أممي
الأمم المتحدة، حذرت من أي محاولات لإيقاف آلية دخول المساعدات إلى سوريا عبر الحدود التركية،. مشددة على أن هذه الآلية “لا يمكن استبدالها”.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك الجمعة، إن “الأوضاع الإنسانية في شمال غربي سوريا تتدهور من جراء استمرار الأعمال العدائية والأزمة الاقتصادية المتفاقمة”،. مشيرا إلى اعتماد 4.1 مليون شخص في المنطقة، على المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية، 80 بالمئة منهم من النساء والأطفال.
وبحسب تصريحات المسؤول الأممي، فإن 14 شاحنة محملة بالغذاء، اتجهت من حلب إلى سرمدا الخميس،. حيث تستهدف توزيع المساعدات إلى 43 ألف شخص،. مشيرا إلى أن القافلة الأخيرة هي السادسة التي تعبر الخطوط منذ تجديد آلية العبور في تموز/يوليو الفائت، عبر مجلس الأمن.
ابتزاز أميركا والغرب
تسعى روسيا، من خلال ملف المساعدات الإنسانية، إلى ابتزاز أميركا والغرب،. ضاربة بعرض الحائط مصير ملايين السوريين الغذائي في مناطق الشمال السوري.
الباحث السياسي زكريا ملاحفجي، قال حديث سابق لـ”الحل نت”: ““روسيا بشكل أو بآخر تصر على أن تقدم المساعدات إلى دمشق،. ويتم التعامل مع النظام السوري“، وبالتالي يتم نهب المساعدات من قبل الحكومة السورية وعبر الجيش السوري، وقد خرجت مئات الصور من قبل تثبت ذلك، وفق تعبير ملاحفجي.
وأضاف: “دائما هناك مراوغة وضغط من قبل الروس على المجتمع الدولي،. وهي مفارقة لأن أصلا دمشق وروسيا هما سبب وجود ملايين النازحين شمالي سوريا، والذين تصلهم تلك المساعدات”.
ويرى ملاحفجي، أن روسيا أصرت على أن التمديد يكون لستة أشهر فقط، ليكون لديها مساحة للمراوغة من جديد،. لا سيما وأن التمديد لستة أشهر إضافية، سيحتاج إلى تصويت جديد في مجلس الأمن الدولي.
وعقب انتهاء المدة التي ينص عليها وهي ستة أشهر، سيجتمع مجلس الأمن مجددا في كانون الأول/يناير القادم، للتصويت على مشروع تمديدها لستة أشهر إضافية، على عكس القرار السابق الذي كان ينص على تمديدها بناء على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وبحسب تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، فإن موسكو تريد أن يكون العبور محددا ضمن نطاق 6 أشهر فقط، مع التأكيد على ضرورة دعم “أنشطة التعافي المبكر” في مناطق سيطرة حكومة دمشق، والتركيز على عبور المساعدات من مناطق سيطرتها، ضمن آلية “العبور عبر خطوط النزاع“.
وتشترط روسيا لإيصال المساعدات إلى مناطق الشمال السوري، أن يتم توزيع المساعدات عبر حكومة دمشق، حيث تقدم الأمم المتحدة المساعدات إلى دمشق، وهي تقوم بدورها بتوزيعها على باقي المناطق السورية، وتكون بذلك عززت سلطة الأسد في سوريا، حتى في المناطق الخارجة عن سيطرته، في سبيل نزع اعتراف ضمني من المجتمع الدولي بسلطة الأسد.
الرفض الروسي إن استمر، لآلية إدخال المساعدات عبر الحدود، سيؤدي إلى مزيد من التوتر بين روسيا والعالم، وتحديدا مع تركيا التي لا تريد بالطبع إغلاق معبر “باب الهوى” أمام تدفق المساعدات الخارجية إلى مناطق نفوذها بالشمال.