رغم إغداقه بالمديح والإطراء والتزلّف لبشار الأسد، إلا أن خطبة العيد التي ارتجلها الخطيب محمود عكّام أمام رأس النظام لم تسِر كالمأمول . بل تضمّنت زلتي لسان وضعت بشار الأسد في حرَج قبل أن يزيد الأخير الوضع سوءاً بهفوتين زادتا الطين بلة،. وكشفتا ضحالة مستوى تفكيره وفهمه.
وخلال الخطبة التي تلت صلاة العيد في مسجد عبد الله بن عباس بمدينة حلب،. فتح عكام النار بدون قصد على بشار الاسد وترفِه مستحضراً قصة عن زهد رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب.
وقال عكام: “دُخل في أحد أيام العيد على سيدنا علي فوُجد وهو يأكل خبز شعير فقيل له يا أمير المؤمين خبز شعير في يوم عيد؟،. فقال اليوم عيد من قُبِل بالأمس صيامه وحسن بالليل قيامه، اليوم لنا عيد، وغداً لنا عيد،. وفي كل يوم لا نعصي الله فيه هو لنا عيد”.
وفي مأزق آخر أكثر وضوحاً أشار عكام إلى بطش بشار الأسد وإجرامه، واستذكر الخطيب الحديث النبوي في حجّة الوداع: “ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة شهركم هذا في يومكم هذا في بلدكم هذا”، وأضاف: “إذا كانت الدماء والأعراض حراماً فأنا في أمان منك وأنتَ في أمان مني وهذا ما نحتاجه أولاً وأخيراً”، وهو ما يحمل اتهاماً مباشراً بانعدام الأمان ومسؤولية بشار وميليشياته عن سفك الدماء وهتك الأعراض ونهب الأموال.
هفوات بشار
وعقب الخطبة، حاول بشار الأسد الإدلاء بكلمة مرتجَلة عن زيارته لحلب،. إلا أنه وقع هو الآخر في هفوات عرّت ضحالة تفكيره وانشغاله بترفِه عن حاجات الأهالي.
وابتدأ بشار حديثة بالإقرار عن عجز حكومته في توفير أي خدمات تذكر، لكنه وبدلاً من تبرير ذلك أو طرح الحلول استطرد في سرد ذكرياته الشخصية،. زاعماً أنه كان طفلاً نجيباً وطالباً متميزاً، ما حذا بوالده إلى إرساله إلى حلب.
وفي الوقت الذي يقاسي فيه الناس الأمرّين لتوفير رغيف الخبز،. تبجح بشار الأسد بأنه اعتاد أن يُمضي عطلته الشتوية في حلب والصيفية على البحر.
وكعادته جعل من نفسه سخرية حينما تطرّق لزيارته الأخيرة في حلب، قال إنه “كان على مسار الإرهابيين،. قبل أن يستدرك بضحكته البلهاء قائلاً: ”ليس بمعنى المنهج أو التفكير أو الأهداف ولكن بالمعنى الجغرافي”.
وفي كذبة من العيار الثقيل، زعم أن الطيران الأمريكي هو من دمّر المحطة الحرارية في ريف حلب الشرقي،. التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش قبل سيطرة ميليشيا أسد عليها بعد تدميرها وتعفيش محتوياتها من قبل ميليشياته.
واعتاد بشار الأسد على الإدلاء بخطابات خاوية ذات طابع نظري مملّ بعيداً عن أي مقاربات واقعية لما يحدث في سوريا، وذلك للتغطية على جرائم ميليشياته وتبريرها.
وكان بشار وصل إلى المسجد أمام عدسات الكاميرات ودخل الحرم وقد اصطف عدد من شبيحته بلباس مدني على جانبي الباب لمنع اقتراب أي أحد منه، فيما أظهر البث المباشر للصلاة أن قرابة نصف حرم المسجد كان خاوياً ما يشير إلى أن الحضور اقتصر على عدد من شبيحة أسد ورجال أمنه وبعض من لفّ لفيفهم من علماء السلطان والتجار.