ارتفاع المهور في سوريا يرعب الشباب ويرفع أرقام العنوسة لمستويات عالية
شكل ارتفاع قيمة المهر الذي يطلبه أهالي الفتيات من الشباب المقبلين على الزواج عقبة جديدة في طريقهم المؤدي إلى عشّ الزوجية، حيث تخطى المبلغ المطوب قدرتهم على دفعه،. فضلاً عن باقي التحضيرات والمستلزمات الخاصة التي يتوجّب عليهم التحضير لها أثناء فترة الخطوبة تمهيداً لمرحلة الزواج.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال إن إقبال بعض المقتدرين مادياً على دفع مبالغ تتراوح ما بين 5-3 مليون ليرة سورية كمهر لأبنائهم في المناطق الريفية من حمص جعله عُرفاً بين أهالي الفتيات الذين جعلوا منه رقماً للتباهي فيما بينهم، ليقع على إثرها الشباب ضحية ما بين مطرقة تباهي الأهل، وسندان المقتدرين على الصعيد المالي.
وسجلت قرية “حديدة” إحدى قرى ريف حمص الغربي أول أمس الاثنين حادثة هي الأولى من نوعها حيث أقدمت عائلة “آ.ع” على تحديد مهر زوجة ابنهم بمبلغ 20 مليون ليرة سورية مقدم، و40 مليون ليرة سورية مؤخر،. وسط حالة من الذهول انتابت المدعون لحضور عقد قران العروسين.
ونقل مراسل حلب اليوم عن أحد أقرباء العريس قوله أن الشيخ المسؤول عن عقد القران رفض بادئ الأمر إتمام الأمر، وتوجّه إلى ذوي العريس بالتريث .وعدم الاندفاع وراء التباهي خشية أن يصبح المهر المقدم مقياس لدى أهالي القرية،. وتحدث للجموع حول عدم قدرة نسبة كبيرة من الشباب دفع ما جرت عليه العادة والعرف في المنطقة. والمتعارف عليها بثلاثة ملايين ليرة مقدم وخمسة ملايين مؤخر.
يشار إلى أن شريحة واسعة من الشباب عزفت عن الاقبال على الزواج بسبب تكاليفه الباهظة، الأمر الذي انعكس على الفتيات وساهم بارتفاع معدل العنوسة في سوريا، حيث أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة النظام “سلوى عبدالله” أواخر العام 2021 الماضي أن عزوف الشباب عن الزواج أدى لارتفاع نسبة العنوسة لأعلى مستوياتها حيث تخطت نسبتها حاجز الـ70% ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
العنوسة في سوريا
وارتفعت نسبة الإناث مقابل نسبة الذكور لأسباب متعلقة بسقوط قتلى في العمليات العسكرية .والمعارك وضحايا جراء القصف، وفق الباحث الاجتماعي السوري منتصر السيد علي.
ومؤخرا، بات الأهالي في مناطق سيطرة المعارضة بريف إدلب يطلبون مهر الفتيات المقبلات على الزواج بالدولار الأميركي،. مع التساهل بامتلاك بيت الزوجية. وجاء هذا العرف الجديد على وقع انهيار الليرة.
وتلقت هذه الظاهرة ردود فعل متباينة لدى سكان مناطق المعارضة، إذ ينظر إليها البعض على أنها حق مشروع للأهل لضمان حقوق ابنتهم المقبلة على الزواج في ظل حالة عدم استقرار الوضع الاقتصادي، في الوقت الذي يصفها البعض بأنها “عملية تجارة وشرط تعجيزي” يصعب الأمر على الشبان.
ويقول عمر حافظ من أهالي إدلب إن مشكلة اعتماد الدولار للمهر كان عقبة في وجهه أثناء عزمه على الزواج .والبحث عن شريكة حياته،. فضلا عن ارتفاع قيمة المهر إلى مبالغ تفوق قدرته المالية.
ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أن أقل مهر طلب منه من بعض الأسر كان يتجاوز 3 آلاف دولار،. وكان لا يملك نصف المبلغ فقط، عدا تكاليف الأثاث والذهب.
وعلى وقع الغلاء وقلة فرص العمل بمناطق المعارضة، يجد شبان من إدلب وحلب في الهجرة إلى تركيا ودول أوروبا خيارا وحيدا وأخيرا، رغم مخاطر العبور ومشقة السفر وتكاليفه المرتفعة.
ويعتقد الجيل الشاب أن مسألة تعقيدات الزواج وظروف المجتمع الطارئة أغلقت في وجههم باب الاستقرار وبناء الأسرة.
شاهد: سوريات يخشين العنوسة وسط نقص الرجال بعد 10 سنوات من الحرب