كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن موقف بلاده من العملية العسكرية التركية المرتقبة شمال سوريا، لافتاً أن هناك شبه توافق مع تركيا بهذا الشأن.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة، إن روسيا تولي أهمية لمخاوف تركيا المشروعة من وجود التنظيمات الإرهابية التي تدعمها واشنطن على حدودها الجنوبية.
إخراج الإرهابيين من المنطقة
وأضاف: “نأخذ بعين الاعتبار قلق أصدقائنا الأتراك حيال التهديدات التي تشكلها القوى الأجنبية على حدودهم”.
وأكد لافروف أن بلاده ستعمل مع تركيا بشكل مشترك على إخراج أولئك الإرهابيين من المنطقة.
من جهته، قال جاويش أوغلو إنه يجب تطهير سوريا من التنظيمات الإرهابية التي تهدد وحدة أراضيها وأمن تركيا، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وأضاف أن نظام أسد لا يمكن اعتباره طرفاً في أي حل سياسي مرتقب، لافتاً إلى أن هناك تهديداً متصاعداً شمال سوريا من قبل أذرع تنظيم PKK، وأن على تركيا اتخاذ تدابير لمواجهة هذا التهديد.
العملية العسكرية قد تبدأ في نقطة غير معلنة
وقبل أيام، جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداته بتنفيذ عملية عسكرية في منطقتي تل رفعت ومنبج شمال سوريا، قائلاً إنها ستستهدف الإرهابيين.
وتعليقاً على الموضوع قال المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو، في تصريح لـ”أورينت نت”، إن زيارة الوفد الروسي مهمة للمنطقة وتهدف إلى مناقشة العديد من الملفات الحساسة، وفي مقدمتها العلمية العسكرية المرتقبة في الشمال، وتوريد القمح من أوكرانيا وروسيا عبر البحر الأسود.
وأضاف أن “تركيا كانت الدولة الوحيدة التي استطاعت خلق توازن بين الشرق والغرب، وفي هذا الإطار أجرت مع كل من الغرب وروسيا اتصالات مكثفة خلال الفترة الأخيرة للعب دور في العديد من الملفات الحساسة في المنطقة”.
وحول العملية العسكرية المرتقبة قال حافظ أوغلو إنه “ربما ستكون لروسيا ضغوطات على تركيا بما يخص العملية العسكرية التركية المرتقبة، أو أن لديها حلولاً لتفادي العملية العسكرية خاصة في منطقة تل رفعت، كونها تعتبر منطقة روسية بشكل عملي”.
وتابع: “إلا أن هذا يعتمد على مدى قبول تركيا بهذا العرض ومدى صدق الضمانات التي تقدمها روسيا لها، خاصة أنه جرى توقيع اتفاقيات سابقة بين البلدين ولم يلتزم الروس بها”.
وأشار حافظ أوغلو إلى أن تركيا تقوم بدور الوساطة وتجري لقاءات ربما غير معلنة مع وزير الدفاع التركي، خاصة أن لافروف جاء برفقة وفد عسكري، مرجحاً أن روسيا بالمحصلة لن تعترض على قيام عملية عسكرية تركية في الشمال السوري.
وواصل: “الاحتمالات كلها مفتوحة فقد تبدأ العملية التركية في نقطة غير معلنة بحسب المعلومات الاستخباراتية التي تصل إلى القيادة السياسية”.
تركيا تسعى لإقناع روسيا
ورجّحت مصادر دبلوماسية تركية أن الجانبين بحثا العمليات العسكرية التركية المرتقبة وتحديداً في غرب الفرات، في تل رفعت ومحيطها، ومنبج ومحيطها، حيث ستسعى تركيا لإقناع روسيا وإحداث التوازن للحصول على الضوء الأخضر للعملية.
وأشارت إلى أنه في حال حققت المفاوضات توافقات خلال لقاء الوزيرين الروسي والتركي، فقد تتوج بمصادقة الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، عبر التواصل بينهما هاتفياً أو شخصياً.
والأسبوع الماضي، قال أردوغان أمام البرلمان التركي: “ننتقل إلى مرحلة جديدة في عملية إقامة منطقة آمنة من 30 كيلومتراً عند حدودنا الجنوبية؛ سننظّف منبج وتل رفعت”، متوعداً بالتقدم خطوة خطوة في مناطق أخرى.
وأضاف: “سنرى من سيدعم العمليات الأمنية المشروعة التي تنفّذها تركيا ومن سيقف ضدها”.
وجاءت تصريحات أردوغان بالتزامن مع مفاوضات بين أنقرة والغرب حول ملف حزب العمال الكردستاني والمنطقة الآمنة التي تطالب بها تركيا في سوريا بما يسمح بعودة قسم من اللاجئين المقيمين على أراضيها .
المصدر : أورينت